وهناك شرح مبسط لهذه القصيدة :
المقطع الأول :
رسم الشاعر بكلماته صوره كلية تشتمل على صور جزائية ، فالسحب تركض مذعورة خائفة ، والشمس قد عصبت جبينها ، والبحر ساكن كأنه شيخ وقور يتعبد وسلمى تحدق متأملة هذه المشاهد ويتساءل الشاعر هل سلمى مفتونة بهذا المنظر الرائع؟ أو هي مأخوذة بجماله ؟ أو هي تستعيد من خلاله ذكرياتها؟ أو هي متشائمة مما ترى بهذا المنظر الذي يوحي بانطفاء شعلة الحياة ؟ وغروب العمر؟ إنها تفكر... ففيم تفكر؟
المقطع الثاني:
يستفهم الشاعر عن كثرة التأمل هل هو : أن الطفولة بأحلامها الجميلة تختفي ؟ أم عيناك رأت علامات الكهولة وقرب المشيب ؟ أم كان التأمل هو من مجيء الليل بأحزانه و همومه ؟
فيبين لها الشاعر إن هذه الأشياء لا تظهر عليه ، ولا يراها ، إنما هي تظهر على سلمى لأنها تفكر فيها .
وهنا نستنتج أن الشاعر يرفض كل تأمل يؤدي بالنفس إلى الحزن والتفكير الذي لا فائدة منه إلا المشقة والعناء.
المقطع الثالث:ـ
يؤكد الشاعر أن سبب الوجوم والتشاؤم إنما هو المساء وهو رمز (الكهولة) فطبيعة سلمى مرح مبتهجة في الصباح حيث الضحى ينعكس بإشراقه عليها ، لكن المساء أورثها هذا الاكتئاب وجلست ، وكان في عينيها تساؤلات وألغاز ، وفي نفسها اكتئاب وهيما زالت تفكر ... فبماذا تفكرين؟
المقطع الرابع:ـ
هل تفكرين في الأرض التي سقطت منها عروش الملوك والعظماء؟ أم بالحدائق الجميلة التي ساد فيها الصمت في الليل فلا تسمع فيها صوتا؟ أم تفكرين في العصافير التي ترجع إلى أعشاشها قبيل الليل لتهدا من رحلتها في النهار؟ أم بالماء الذي يجري في الجداول؟ انتبهي يا سلمى فإن المساء يغطي هذه الأشياء والمدن والقرى والأكواخ والأماكن العالية حتى الشوك لا تفرقي بينه وبين الياسمين الطيب لماذا؟ لأن المساء بظلامه يحجب الرؤية.
المقطع الخامس:
يوجه الشاعر حديثه ونصحه لسلمى قائلا: أن الليل لا يفرق بين نهر تجري مياهه ، أو مستنقع راكد المياه ، وكذلك الوجه الجميل يخفى ابتسامه الشخص الطروب ، وأدمع المتوجع من آلام ، وكذلك الوجه الجميل ، والوجه القبيح يغيبا تحت البرقع فهما غير ظاهرين للرؤية ، ثم يوجه حديثه لسلمى متعجبا ! لماذا سلمى يصيبك الجزع على النهار أليس له أحلامه؟!
المقطع السادس:
يعطي الشاعر صورا مشرقة للمساء ليبعد سلمى عن حالة التشاؤم التي تمر بها ؛ فهو يبقى مع المساء الذي أخفى الكثير ، فالمساء وإن أخفى الزهر لم يخف أريجه ،وإن أخفى المياه لم يخف خريرها ، وإن أخفى رؤية النسائم والعندليب فلم يخفي هبوب النسائم ولا صداح العندليب.
المقطع السابع:
يبرز الشاعر صورا مشرقة لسلمى ليؤكد لها فكرة التفاؤل ، ويبعد عنها فكرة التشاؤم ، فيقدم الشاعر لسلمى ، بلغة العرض ، والطلب ، فيطلب منها أن تصغي إلى الجداول وأن تستنشق عبير الأزهار ، وأن تتمتع بالشهب اللامعة ما دامت تظهر قبل أن يأتي زمان يكون كالضباب أو الدخان فلا تصبر جمال الكون حولها ، فلا تصبر الغدير ولا يعجبها خرير المياه .
المقطع الثامن:
يوجه الشاعر سلمى بعد أن لمح في عينيها الحزن بأن تملأ حياتها بالأمل حتى وإن كانت في مرحلة الكهولة ، ومرحلة الصغر ، ولتكن مثل الكواكب عالية في السماء ، وكالأزهار في الأماكن العالية ، وليكن قلبك عالما بذاته، وأزهار قلبك لا تذبل ، ونجوم قلبك لا تغيب دائما.
المقطع التاسع:
يتوجه الشاعر إلى سلمى مضيفا على الطبيعة صفات إنسانية ، فالنهار مات وهو ابن للصباح ولا تتساءلي كيف مات النهار؟ لأن هذا يزيد أوجاع الإنسان وهذا لا يزيدك إلا إيمانا ، وما عليك إلا ترك الكآبة والحزن ، وألا تستسلمي لهما ، واسترجع يمرح الفتاة فقد كان وجهك مبتسما وقت الضحى ، فلماذا لا يكون كذلك عند المساء؟!