في يوم من أيام العطلة قررت عائلة محمد الذهاب إلى قرية في الجبل حتى ترتاح العائلة من ضجيج المدينة ، وزحمة السير .
العائلة كانت تتكون من الأب ، والأم ، والولدان الصغيران ، وهما في سن السادسة . أما طفلة البيت كانت مريم ، كانت محبوبة بين أخوانها ، لكنها كانت شقية ، وكان عمرها لم يتجاوز الرابعة ، وبالرغم من أنها صغيرة لكنها كانت ثرثارة .
في يوم الخميس ذهبت العائلة في فرح وسعادة ، وعندما وصلت العائلة إلى القرية سكنوا في بيت متواضع ، وكان الكل سعيد . وفي يوم خرج الأب من المنزل ، وكانت الأم في المطبخ ، والولدان في غرفتهما ، خرجت مريم من غرفتها وقالت في نفسها إن أمي وإخوتي كل واحد منهم منهمك في عمله ، فلماذا لا ألعب خارج المنزل ؟!!!
كان الجو مغيما بالضباب ـ وقد هددتها أمها بعدم الخروج من المنزل ـ ولكن بالرغم من تهديد أمها لها إلا أنها شقية وعنيدة ، اتخذت مريم قرارها وخرجت من البيت ، وأخذت تلعب بالكرة وهي سعيدة ، فتدحرجت الكرة من أعلى الجبل إلى أسفله ، فإذا بمريم تركض وراءها لتمسكها ، وعندما أمسكتها وجدت نفسها في مكان غريب لا ترى منزلها ، ولا تعرف طريق العودة ، ظلت تبكي ثم ركضت فوجدت منزلا ، فظنت بأنه منزلها ، فأخذت تطرق الباب بقوة ، وكانت تتنفس بسرعة من كثرة البكاء والركض ، فتحت سيدة متوسطة العمر الباب ـ وهي وحيدة في هذا المنزل ـ فوجدت الطفلة مريم ، فأخذتها داخل الغرفة ، وأعطتها كل
ما أرادت من مأكل ومشرب . قالت السيدة في نفسها : من هذه الطفلة ؟ وماذا سأفعل بها ؟فقررت أن تعيش مريم معها وأن لا تخبر أحدا عنها !!
أما عن عائلة مريم فقد كانوا يبحثون عنها في كل مكان ، وهم في حيرة من أمرهم ، ولا يعرفون من الذي اختطفها ، فأخبروا الشرطة .
أخذ رجال الشرطة بالبحث في كل أنحاء القرية والأماكن القريبة منها .طرق أحد رجال الشرطة الباب على السيدة وكعادتها أخذت السيدة مريم ، وأدخلتها في الغرفة ، بعدها فتحت الباب .
الشرطي : عذرا سيدتي إننا نبحث عن طفلة صغيرة ضائعة في القرية ، فهل رأيت طفلة في أي مكان ؟
السيدة : لا لم أر أية طفلة صغيرة أو أي أحد فإني إمرأة وحيدة في هذا المنزل .
الشرطي : حسنا إذا رأيت طفلة اسمها مريم أرجو أن تخبرينا لأن أهلها بحاجة إليها .
السيدة : إن شاء الله .
الشرطي : شكرا .
انصرف رجال الشرطة وهم لا يعرفون أن مريم هناك ، وأن هذه السيدة كاذبة .
قالت السيدة في نفسها لعلني أخطأت في عدم إخبار رجال الشرطة
الحقيقة !! ثم قالت : لا لا إني وحيدة وزوجي متوفي ، ولا أجد أحد يسليني ويهتم بي ، وقد أتاني الله بهذه الطفلة لتبعد عني الشعور بالوحدة والملل ، ولتهتم بحاجاتي .
مرت الأيام وكبرت الطفلة ، وأصبحت في سن السادسة ، فأخذت تسأل السيدة عن والدها ـ ظنا منها أن هذه السيدة والدتها ـ فكانت السيدة لا تعرف ماذا ستقول فتجيبها : إن والدك مسافر سيعود إن شاء الله عما قريب .
وكانت مريم كعادتها تحب اللعب خارج المنزل فقالت : أمي هل يمكنني اللعب خارج المنزل ؟
السيدة : لا . لا يمكنك إلعبي في غرفتك .
مريم : أرجوك يا أمي إني أحب أن اللعب في الهواء الطلق .
السيدة : لا يا مريم . ألا تسمعي ما قلته لكِ ؟! قلت لن تخرجي من البيت .
خافت السيدة من خروج مريم من البيت ، لكي لا يراها أحدا من القرية .
مرت الأيام والسنين وكبرت الطفلة فأصبحت في عمر الرابعة عشر ، وقد تربت في حضن إمرأة غريبة ليست أمها ، وكانت تكذب عليها عندما تسألها عن والدها ، ولم تخبرها الحقيقة قط .وفي يوم من الأيام مرضت السيدة ولم تتمكن من الوقوف لكي تمشي إلى البئر لتأخذ الماء . فاضطرت بأن ترسل مريم لتجلب الماء وقالت لها : أحذري ولا تدعي أحدا يراك . ذهبت الفتاة إلى البئر وأخذت الماء ، وفي طريق عودتها صادفت رجلا ، قال لها اسقيني من هذا الماء ؟ فاسقته حتى ارتوى . ثم سألها : يا فتاة من أين أنتِ ؟ هل أنتِ من هذه القرية ؟
قالت : نعم .وأشارت إلى أعلى الجبل وقالت : هناك بيتي .
استغرب الرجل وقال في نفسه : معقول أن هذه السيدة لديها أولاد ؟!!!
ثم سألها : أأنتِ متأكدة إن هذا البيت بيتك ؟!
قالت : نعم يا عم هذا بيتي !!!بعد أيام ذهب الرجل إلى منزل السيدة إلا أنه لم يجد الفتاة ، فسألها : هل لديك أولاد ؟ قالت : لا . ليس لدي أولاد .
ـ والرجل كان يعرف هذه السيدة ـ انصرف وفي قلبه شك بأن هذه السيدة قد اختطفت تلك الفتاة ، فذهب إلى مركز الشرطة ، وقال للشرطي : إن السيدة التي تعيش في ذاك المنزل قد اختطفت الفتاة ، وإني أعلم بأن زوجها متوفي ، وهي وحيدة ليس لديها أولاد ،
الشرطي : أننا نبحث عن طفلة اختطفت منذ عشر سنوات ، وعائلتها لم تكف عن البحث عنها .
ذهب الشرطي إلى عائلة مريم ، وأخبرهم بالقصة ، فأرادوا أن يتأكدوا هل هذه السيدة هي التي اختطفت مريم أم لا ؟
ذهبت العائلة بأكملها والشرطي والرجل إلى منزل السيدة ، وطرقوا الباب ففتحت السيدة الباب فإذا بسيدة ـ أم مريم ـ تبكي وتقول لها : إني أبحث عن ابنتي فقد فقدتها منذ زمن وبحثت عنها في كل مكان ولم أجدها ، فأرجوكِ أخبريني أين هي ؟قالت السيدة ـ التي اختطفت مريم ـ : إني لا أعرف عن أي فتاة تتحدثون !!!قال الرجل ـ الذي أخبر الشرطي عن السيدة ـ : لا تكذبي إني أعرفك جيدا ، فزوجك متوفي منذ زمن ، وليس لديك أولاد !قالت أم مريم وهي تبكي : أخبريني أين ابنتي حالا .
نادت السيدة مريم وقالت لأمها : هذه هي ابنتك . أخذت الأم تحضن ابنتها ، فقالت مريم وهي مستغربة : عن أي أم تتحدثون ؟!! فأشارت السيدة إلى أم مريم وقالت لها : هذه أمك ولست أنا ، وأخبرتها عن القصة بأكملها ، وبعد أن عرفت الحقيقة عادت مع عائلتها إلى المدينة ، أما السيدة التي اختطفت مريم فقد اتُهِمَت بالاختطاف والاحتيال ، إلا أن عائلة مريم أعفت عنها لأنها قامت بتربية مريم ولم تسئ معاملتها .
بقلم : منى المشيخي
الصف :11 /1
ItsMe الإداره العامه للمنتدى
عدد الرسائل : 767 عدد نقاط التصويت : 17 نقاط التميز : 877 تاريخ التسجيل : 17/02/2009
إن هذه المواهب مدفونة ، لأن الطالب لم يجد من يهتم بموهبته ، و الدافع لإخراج مكنوناته ، مما أدى إلى عدم ثقته بموهبته ، والخجل من إبرازها ، ومع مرور الوقت تلاشت هذه الموهبة ، ولكن تبنينا لمثل هذه المواهب سيخرجها إلى النور وسنكتشف لآلىء أخرى بإذن اللّه تزين منتدانا
مداد قلم
عدد الرسائل : 81 عدد نقاط التصويت : 4 نقاط التميز : 91 تاريخ التسجيل : 24/03/2009